باب ما يقول من سمع المؤذن والمقيم

روينا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن " رواه البخاري ومسلم في " صحيحيهما ".
ثم أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن نصلي عليه عقب الانتهاء من الأذان، وقال: «فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا»، والصلاة من الله تعالى هي ثناؤه على العبد عند الملائكة، والرحمة له، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يطلبوا من الله ويدعوه أن يعطي نبيه صلى الله عليه وسلم الوسيلة، وهي منزلة بالجنة لا تكون إلا لعبد واحد فقط، ويرجو النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون هو ذلك العبد، وفي صحيح البخاري أن يقول: «اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته»، فمن سأل الله ودعاه أن يعطي الوسيلة لمحمد صلى الله عليه وسلم، وجبت له شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، أي: من لزم ذلك الدعاء عند كل أذان، استوجب واستحق شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وشفاعته صلى الله عليه وسلم تكون للمذنبين من المسلمين في إدخال الجنة من غير حساب، أو رفع الدرجات فيها لمن دخلها، أو الخروج من النار بعد استحقاقها؛ كل بحسب حاله
وهذا من الحث على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسؤال الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد كل أذان؛ للحصول على ذلك الفضل العظيم