حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان بن عمرو ويقال: ابن وهب الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم 17
مسند احمد

حدثنا وكيع، حدثنا ثور، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه أو رفعت مائدته قال: «الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير [ص:501] مكفر، ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا»
مِن الآدابِ الَّتي علَّمَها لنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عِندَ الطَّعامِ: ذِكْرُ اللهِ قبلَ الأكلِ وبعدَه
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو أُمامةَ رَضِي اللهُ عَنه: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إذا رُفِعَت المائدةُ مِن بينِ يدَيه"، أي: فرَغ وانتَهى مِن طَعامِه، والمائدةُ: اسمٌ لِمَا يُبسَطُ ويُفرَشُ للطَّعامِ، وقد تُطلَقُ ويُرادُ بها الطَّعامُ، يَقولُ: "الحمدُ للهِ حمدًا كثيرًا طيِّبًا"، أي: حمدًا خالِصًا لوجهِ ليس فيه رياءٌ ولا سُمعةٌ، "مُبارَكًا فيه"، أي: يَشمَلُ هذا الحَمدُ الزِّيادةَ والنَّماءَ دونَ انقِطاعٍ، "غيرَ مُوَدَّعٍ"، أي: نَحمَدُ اللهَ حمدًا دائمًا مستمرًّا غيرَ متروكٍ، أو ألَّا يَكونَ هذا الطَّعامُ آخِرَ طَعامِنا، "ولا مُستغنًى عنه ربَّنا"، أي: إنَّ اللهَ تعالى لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَستَغنِيَ عنه سبحانه، فهو المُنعِمُ المتفضِّلُ الَّذي له الحمدُ على كلِّ حالٍ، أو أنَّ هذا الطَّعامَ لا يُستَغنى عنه ونَطلُبُ منك يا ربَّنا أن تَرزُقَنا وتَكفِيَنا منه. وفي الحديثِ: الحثُّ على ذِكرِ اللهِ تعالى بعدَ الأكلِ والفراغِ منه