حدثنا عبد الله حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سماك بن حرب، عن قبيصة بن الهلب، عن أبيه، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعا يمينه على شماله في الصلاة، ورأيته ينصرف عن يمينه وعن شماله»
الصَّلاةُ فريضةٌ عَظيمةٌ ورُكنٌ مِن أركانِ الدِّينِ، بَيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صِفَتَها وأحكامَها، وعَلَّمها للصَّحابةِ، وقال: صَلُّوا كَما رَأيتُموني أُصَلِّي
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ هُلْبٌ الطَّائيُّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه رَأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَنصَرِفُ، أي: مِن صَلاتِه، عن شِقَّيه، أي: جانِبَيه، عن يَمينِه وعن يَسارِه، أي: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاةِ ويُريدُ أن يُقبِلَ على المَأمومينَ ويَلتَفِتَ إليهم كان أحيانًا يَلتَفِتُ مِنَ الجانِبِ الأيمَنِ، وأحيانًا مِنَ الجانِبِ الأيسَرِ، ولا يَخُصُّ جِهةً واحِدةً في انصِرافِه مِنَ الصَّلاةِ، فالأمرُ واسعٌ في ذلك، ويَضَعُ يَدَه اليُمنى على اليُسرى، أي: أنَّ هُلْبًا الطَّائيَّ رَأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَضَعُ يَدَه اليُمنى فوقَ ظَهرِ يَدِه اليُسرى إذا كَبَّرَ للصَّلاةِ أثناءَ القيامِ، وفي تَحديدِ مَكانِ وَضعِ اليَدَينِ خِلافٌ مَحَلُّه كُتُبُ الفِقهِ
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ انصِرافِ الإمامِ بَعدَ الصَّلاةِ عنِ اليَمينِ أوِ اليَسارِ
وفيه مَشروعيَّةُ وَضعِ اليَدِ اليُمنى على اليُسرى في الصَّلاةِ