باب إنكاره ودعائه على من ينشد ضالة في المسجد أو يبيع فيه

باب إنكاره ودعائه على من ينشد ضالة في المسجد أو يبيع فيه

وروينا في " كتاب الترمذي " في آخر كتاب البيوع " منه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا رد الله عليك "، قال الترمذي: حديث حسن.

بنيت المساجد لذكر الله سبحانه وتعالى وإقامة الصلاة، وفيها تكون الموعظة ونشر العلم، ولا ينبغي أن تكون مقصدا للمصالح الشخصية والدنيوية
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم"، أي: إذا شاهدتم وعاينتم "من يبيع أو يبتاع"، أي: من يبيع سلعة أو يشتري شيئا في المسجد "فقولوا"، أي: إذا رأيتم ذلك فقولوا: "لا أربح الله تجارتك"، فهذا دعاء على تجارته بالكساد والخسارة، وعدم الربح، وذلك أن البيع والشراء مكانه في الأسواق، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإذا رأيتم"، أي: شاهدتم "من ينشد فيه"، أي: يرفع صوته في المسجد، ويطلب "ضالة"، وهي الشيء الضائع، سواء كان حيوانا أو غيره، وقيل: هو خاص بالحيوان، "فقولوا: لا رد الله عليك"، وهذا دعاء عليه بألا يجد ضالته، وما ضاع منه؛ زجرا له على سوء فعله، وتشويشه على المصلين والذاكرين الله في المسجد
وفي الحديث: بيان حرمة المساجد، وأنه ينبغي ألا يكون فيها شيء غير العبادة والصلاة، ونحو ذلك.