باب حكم السلام

وروينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا جبريل يقرأ عليك السلام " (3) قالت: قلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته.
هكذا وقع في بعض روايات " الصحيحين " " وبركاته " ولم يقع في بعضها، وزيادة الثقة مقبولة.
خص الله سبحانه وتعالى نبيه بخصائص ومميزات عظيمة، منها اصطفاؤه بالوحي والرسالة، وقد كان يبلغ كل ما يقوله جبريل عليه السلام
وفي هذا الحديث تخبر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: يا عائشة، هذا جبريل يقرأ عليك السلام، أي: يحييك بتحية الإسلام، فقالت: «وعليه السلام ورحمة الله وبركاته»، فردت التحية بأحسن منها، ثم قالت: «ترى ما لا أرى»، أي: إنك يا رسول الله، ترى جبريل الذي لا أراه، فهنيئا لك الوحي والنبوة، ورؤية الملائكة الكرام البررة
وفي الحديث: فضيلة ظاهرة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وفيه: اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بإحدى الحالات التي يرى فيها الوحي، وإلا فقد رآه الصحابة في صورة رجل يشبه فيها الصحابي دحية الكلبي.
وفيه: إثبات وجود الملائكة، ومنهم جبريل الأمين، سفير الله إلى أنبيائه.