باب دعاء الإنسان لمن صنع معروفا إليه أو إلى الناس كلهم أو بعضهم، والثناء عليه وتحريضه على ذلك

وروينا في سنن النسائي وابن ماجه وكتاب ابن السني عن عبد الله بن أبي ربيعة الصحابي رضي الله عنه قال: " استقرض النبي صلى الله عليه وسلم مني أربعين ألفا، فجاءه مال فدفعه إلي وقال: بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الحمد والأداء " (2) .
وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم استلف منه"، أي: أخذ قرضا واستدان، "حين غزا حنينا"، أي: وقت غزوة حنين، وحنين: واد بين مكة والطائف، وقعت فيه الغزوة المشهورة في الخامس من شوال سنة ثمان من الهجرة، بعد فتح مكة، وكانت مع قبيلة هوازن، وكان مقدار الدين: "ثلاثين أو أربعين ألفا"، والظاهر أنه دراهم، كما في رواية الطبقات لابن سعد، "فلما قدم"، أي: جاء النبي صلى الله عليه وسلم من الغزوة، "قضاها إياه"، أي: أداها إليه، "ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: بارك الله لك في أهلك ومالك"، وهذا دعاء بالبركة والزيادة في الأهل والمال، "إنما جزاء السلف الوفاء"، أي: أداء الدين بحسن الوفاء "والحمد"، أي: الشكر والثناء.
وفي الحديث: الحث على حسن القضاء للديون.