باب ما يقرأ على المعتوه والملدوغ

وروينا في كتاب ابن السني بلفظ آخر، وهي رواية أخرى لأبي داود، قال فيها عن خارجة عن عمه قال: أقبلنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتينا على حي من العرب فقالوا: عندكم دواء، فإن عندنا معتوها في القيود، فجاؤوا بالمعتوه في القيود، فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية، أجمع بزاقي ثم أتفل، فكأنما نشط من عقال، فأعطوني جعلا، فقلت: لا، فقالوا: سل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألته فقال: " كل فلعمري من أكل قال في الحرز، علاقة، بكسر العين المهملة، قلت: وآخره قاف بعدها هاء.
وفي السلاح صحار بضم الصاد وبالحاء المهملتين.
وفي أسد الغابة: هو عم خارجة بن الصلت وذكر قولا أن اسمه العلاء وأنه السلطي من بني سليط.
قال واسمه كعب بن الحارث بن يربوع التيمي السليطي، ذكره ابن شاهين.
برقية باطل، لقد أكلت برقية حق ".
قلت: هذا العم اسمه علاقة بن صحار، وقيل اسمه عبد الله.
قال: "فأعطوني، مئة شاة"، أي: مكافأة، "فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: هل إلا هذا؟"، أي: هل قرأت بغير الفاتحة؟"وقال مسدد" وهو ابن مسرهد، أحد الرواة "في موضع آخر"، أي: في رواية أخرى: "هل قلت غير هذا؟" فالنبي صلى الله عليه وسلم يتحرى بهذا السؤال عما إذا كان قد أدخل في رقيته ما يخالف الدين، قال علاقة: "لا"، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خذها"، أي: الشياه المئة، "فلعمري"، أي: لحياتي، وهو من باب التأكيد لكلامه لا للقسم، "لمن أكل برقية باطل"، أي: كالذي يرقي بالجن أو الكواكب، "لقد أكلت برقية حق"، أي: إن الذي أخذته كان على رقيتك التي كانت بكلام الله عز وجل، وهو أحق أن يتداوى به، وهذا أولى ممن أخذ وأكل برقية تخالف شرع الله عز وجل؛ فعليه الإثم والوزر.