باب: ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: الشقي من شقي في بطن أمه والطبع والجبل والخير

ثنا أبو مسعود الجحدري، ثنا الفضيل بن سليمان، عن عمر بن سعيد، حدثني الزهري، أن ابن أبي هنيدة، حدثه، أن عبد الله بن عمر، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يقبض ملك الأرحام الرحم معترضا فيقول: أي رب، أذكر أم أنثى؟ فيقضي الله تعالى في ذلك أمره بما شاء. ثم يقول: أي رب، أشقي أم سعيد؟ فيوحي الله إليه في ذلك أمره ".
كل شيء خلقه الله مقدر كائن كما أراد سبحانه وتعالى؛ فما من شيء يجري في ملكوته إلا بقدره وعلمه سبحانه وتعالى
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا خلقت النفس"، بمعنى إذا قدر الله تعالى إتمام خلق الإنسان، "قال ملك الأرحام:"، أي: الملك الموكل بالرحم، وهو موضع تكوين الجنين، "أي رب! أذكر أم أنثى؟" يعني: هل تخلقه ذكرا أم أنثى؟ "فيقضي الله إليه أمره"، يعني: يخبره بما كتب له أن يكون، "ثم يقول: أي رب أشقي أم سعيد؟"، يعني: هل يكون من أهل الشقاء بدخول النار أم من أهل السعادة بدخول الجنة؟ "فيقضي الله تعالى إليه أمره، فيكتب ما هو لاق"، أي: يكتب ما هو مقدر عليه من رزقه، وأجله، وعمله، وكل ما يخصه، كبيرا كان أو صغيرا، وهو ما زال في بطن أمه، "حتى النكبة ينكبها"، أي: حتى ما يصيب الإنسان من الحوادث اليسيرة، وهي مثل العثرة بالرجل ونحوها؛ فكل هذا مقدر ومكتوب عند الله تعالى