"باب ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم من أمره بلزوم الجماعة وإخباره أن يد الله على الجماعة".

ثنا محمد بن عوف، ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثنا أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن كعب بن عاصم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله تعالى قد أجار لي على أمتي من ثلاث: لا يجوعوا، ولا يجتمعوا على ضلالة، ولا يستباح بيضة المسلمين "
حفظ الله سبحانه وتعالى الأمة الإسلامية ودينها من الاجتماع على تبديله أو استحسان غير ما شرع فيه، فحفظوا مما فعل اليهود والنصارى من قبل؛ فضلا منه سبحانه وتعالى ورحمة
وفي هذا الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يجمع أمتي- أو قال: أمة محمد صلى الله عليه وسلم- على ضلالة"، أي: لا تكون الأمة كلها مجتمعة على الزيغ والميل عن الحق في قول أو فعل أو اعتقاد، بما يخالف ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وذكره الله تعالى في كتابه، وأجمع عليه الصحابة، وقيل: أي: لا تجتمع على الكفر، "ويد الله مع الجماعة"؛ فهو يحفظها، "ومن شذ"، أي: ابتعد وشرد وتفرد عن جماعة المسلمين فيما يتعلق بأمور العبادة، "شذ إلى النار"، أي: انفرد عن مرافقته المسلمين في الدنيا وزاغ عن سبيل الهدى والحق الذي عليه جمهور المسلمين وجماعتهم، فذهبوا إلى الجنة، وذهب هو إلى النار، لأنه فعل بشذوذه عنهم ما يوجب دخول النار