‌‌ذكر الإخبار بأن الكافر وإن كثرت أعمال الخير منه في الدنيا لم ينفعه منها شيء في العقبى61

صحيح ابن حبان

‌‌ذكر الإخبار بأن الكافر وإن كثرت أعمال الخير منه في الدنيا لم ينفعه منها شيء في العقبى61

أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حفص بن غياث عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها سألته عن قوله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار} [ابراهيم:48] فأين يكون الناس يومئذ فقال: "علىذكر الإخبار بأن الكافر وإن كثرت أعمال الخير منه في الدنيا لم ينفعه منها شيء في العقبى 

 الأرض تبدل كما ثبت في الصحيحين أن الناس يحشرون "على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي، ليس فيها علم لأحد". قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "هي أرض بيضاء كهيئة الفضة لم يعمل عليها خطيئة ولا سفك فيها دم حرام، ويجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي حفاة عراة غرلا كما خلقوا، فيأخذ الناس من كرب ذلك اليوم وشدته حتى يلجمهم العرق".

وبعضهم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكذا عن مجاهد وغيره من السلف. فهذا الحديث وسائر الآثار تبين أن الناس يحشرون على الأرض المبدلة، والقرآن يوافق على ذلك؛ كقوله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار}.

 وحشرهم وحسابهم يكون قبل الصراط، فإن الصراط عليه ينجون إلى الجنة، ويسقط أهل النار فيها، كما ثبت في الأحاديث. وحديث عائشة -رضي الله عنها- المتقدم يدل على أن التبديل وهم على الصراط، لكن البخاري لم يورده، فلعله تركه لهذه العلة وغيرها، فإن سنده جيد.

 أو يقال: تبدل الأرض قبل الصراط، وعلى الصراط تبدل السماوات. اهـ.