مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 129

مسند احمد

مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 129

حدثنا هيثم بن خارجة قال: حدثنا حفص بن ميسرة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا، أدخل عليهم الرفق»

الرِّفقُ بالنَّاسِ واللِّينُ معهم مِن جَواهرِ عُقودِ الأَخْلاقِ الإسلاميَّةِ، وهي مِن صِفاتِ الكَمالِ، واللهُ سُبحانَه وتَعالى رفيقٌ، يُحِبُّ مِن عبادِهِ الرِّفْقَ

وفي هذا الحَديثِ تَحكي أُمُّ المُؤمِنينَ عائِشَةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "يا عائِشَةُ، ارْفُقي" والرِّفْقُ: هو أنْ يتَّصِفَ الإنسانُ بلِينِ الجانبِ بالقَولِ، والفِعلِ والأَخْذِ بالسَّهلِ؛ فلا يكونُ فَظًّا ولا غليظًا؛ "فإنَّ اللهَ إذا أرادَ بأهلِ بَيتٍ خيرًا أدْخَلَ عليهم الرِّفْقِ"، وفي روايةِ أحمدَ: "دلَّهم على بابِ الرِّفقِ"، يعني: وفَّقهم للتعامُلِ برَحمةٍ ولينٍ ورِفقٍ، والرِّفْقُ ثَمَرةٌ لا يُثمِرُها إلا حُسْنُ الخُلُقِ؛ ولذلِك أثْنى المُصْطَفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الرِّفْقِ وبالَغَ فيه حتَّى مع اليهودِ عندَما أساؤوا له في السَّلامِ؛ ففي الصَّحيحَينِ مِن حديثِ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها، قالتْ: "استأذَنَ رَهْطٌ من اليَهودِ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالوا: السامُ -وهو الموتُ- عليكم، فقالت عائشةُ: بل عليكم السامُ واللَّعنةُ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عائشةُ، إنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كلِّه، قالت: ألم تَسمَعْ ما قالوا؟! قال: قد قلتُ: وعليكم