مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 160

مسند احمد

مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 160

حدثنا سكن بن نافع، قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من أتي إليه معروف، فليكافئ به، ومن لم يستطع، فليذكره، فمن ذكره، فقد شكره [ص:143]، ومن تشبع بما لم ينل، فهو كلابس ثوبي زور»

علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أصْحابَه مكارِمَ الأخْلاقِ، ومِن ذلِك تَعليمُهم الشُّكْرَ والثَّناءَ على مَن صنَعَ لهم مَعروفًا

وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "مَن أُتِيَ إليه مَعروفٌ"، أي: قدَّمَ إليه أحَدُهم عمَلًا مِن أعمالِ الخيرِ، "فلْيُكافِئْ به"، أي: فلْيُجازِهِ عليه إنْ كان لديه استِطاعةٌ، "ومَن لم يَستطِعْ"، أي: ليس عنِدهُ ما يُجازي به، "فلْيَذْكُره"، أي: يُثْني عليه، كما جاء في روايةٍ، "فإنَّ مَن ذكَرَهُ فقد شكَرَهُ"، أي: فقد اعتَرَف له بحَقِّه وفضْلِه ولم يُنكِرْه عليه، "ومَن تشبَّعَ بما لم يُعْطَ، فهو كلابسِ ثَوبَيْ زُورٍ"، أي: إنَّ الَّذي يدَّعي ويَتظاهرُ بما ليسَ فيه وليس عندَه كمَنْ يلبسُ ثوبينِ مُستعارَينِ أو مُودَوعَينِ عنده يتظاهرُ أنَّهما ملكُه

 وفي الحَديثِ: الحَثُّ على شُكْرِ صانِعِ المَعروفِ

 وفيهِ: الاعترافُ بالفضْلِ لأهلِه، والثَّناءُ عليهم

 وفيه: النَّهيُ عن ادِّعاء الإنسانِ ما ليس له مِن الفَضائلِ بالفِعل أو القولِ