مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 168

مسند احمد

مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 168

حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب، عن محمد، أن عائشة نزلت على صفية أم طلحة الطلحات، فرأت بنات لها يصلين بغير خمر قد حضن، قال: فقالت عائشة: لا تصلين جارية منهن إلا في خمار، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل علي، وكانت في حجري جارية، فألقى علي حقوه، فقال: «شقيه بين هذه، وبين الفتاة التي في حجر أم سلمة، فإني لا أراها إلا قد حاضت، أو لا أراهما إلا قد حاضتا،»

في هذا الحَديثِ يُخبِرُ التابِعيُّ مُحمدُ بنُ سيرينَ أنَّ عائِشةَ أُمَّ المُؤمِنينَ رَضيَ اللهُ عنها قد ذَهَبتْ إلى صَفيَّةَ أُمِّ طَلحةَ الطَّلحاتِ، هو طَلحةُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ خَلَفٍ، وإنَّما قالوا له: طَلحةُ الطَّلحاتِ؛ لِأنَّه كان في أجدادِه جَماعةٌ، اسمُ كُلِّ واحِدٍ منهم طَلحةُ، فأُضيفَ طَلحةُ إليهم، وقيلَ: سُمِّيَ بذلك لِأنَّه كان أجوَدَهم، فلَمَّا رأتْ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها، وهي عِندَ صَفيَّةَ، أنَّ بَناتٍ لها كُنَّ يُصَلِّينَ وليس عليهِنَّ خُمُرٌ، جَمعُ خِمارٍ، والمَعنى: يُصَلِّينَ وليس عليهِنَّ ما يَستُرُ رُؤوسَهُنَّ، فنَهَتهُنَّ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها عن ذلك، وأمَرَتهُنَّ بالخِمارِ، ثم أخبَرَتْ بحَديثٍ لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنَّه دَخَلَ عليها وعِندَها جاريةٌ -وتُطلَقُ على البِنتِ الصَّغيرةِ حَديثةِ السِّنِّ- كانت في حِجرِ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها، أيْ: تَرعاها وتَتوَلَّى شُؤونَها، قالت: "فألقَى علَيَّ حِقْوَه" أعطاه لها، والحِقوُ: الإزارُ، ثم أمَرَها أنْ تَشُقَّه إلى قِطعَتَيْنِ، فتُعطيَ واحِدةً لتلك البِنتِ التي في حِجرِ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها، وتُعطيَ الثانيةَ إلى البِنتِ التي في حِجرِ أُمِّ سَلَمةَ، لِتَختَمِرا به، ثم قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فإنِّي لا أُراها إلَّا قد حاضَتْ -أو: لا أُراهما إلَّا قد حاضَتا-" بمَعنى: بَلَغَتا سِنَّ التَّكليفِ؛ ولذلك لَزِمَ عليهما سَترُ العَورةِ، وتَغطيةُ رُؤوسِهم