ذكر الأمر بالسلام للمرء عند الانتهاء إلى نادي قوم مع استعماله مثله عند رجوعه عنهم220
صحيح ابن حبان

أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف حدثنا نصر بن علي حدثنا بشر بن المفضل عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم وإذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة" 1. [1: 78]
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه الآدابَ العامَّةَ والأخلاقَ الحميدةَ؛ ومن ذلك: آدابُ المجالسِ وحقوقِها وأذكارِها، وفي هذا الحديثِ بعضُ آدابِ المجالِسِ، حيثُ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إذا انتَهى أحَدُكم إلى مَجلِسٍ"، أي: إذا وصَل أحَدٌ إلى مَوضِعِ جُلوسِ القومِ أو مكانِ تَجمُّعِهم، سواءٌ كان مَجلِسًا في المسجِدِ أو غيرِه، "فَلْيُسلِّمْ"، أي: فليُلْقِ عليهم السَّلامَ، "فإن بدَا له أن يَجلِسَ فَلْيجلِسْ"، أي: فإن أحَبَّ وظهَرَ أن يَجلِسَ مع القومِ في مَجلِسِهم فليجلِسْ معَهم، "ثمَّ إذا قام"، أي: إذا أراد أن يَقومَ مِن المجلِسِ ويَذهَبَ، "فليُسلِّمْ"، أي: فليُلقِ عليهم السَّلامَ قبل أن يَذهَبَ ويَترُكَ المجلِسَ، "فليسَت الأُولى بأحَقَّ مِن الآخِرَةِ"، أي: فكما ألقَى السَّلامَ عندَ حُضورِه المجلِسَ فليُلقِ السَّلامَ عندَ تركِه المجلِسَ؛ فليس تَسليمُه عندَ حُضورِه أَوْلى مِن تَسليمِه عندَ انصرافِه. وفي الحديثِ: الحَثُّ على إفشاءِ السَّلامِ والتَّسليمِ على المجلِسِ عندَ الحضورِ والانصرافِ.