باب حكم السلام

وروينا في سنن أبي داود عن غالب القطان عن رجل قال: حدثني أبي عن جدي قال: بعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ائته فأقرئه السلام، فأتيته فقلت: إن أبي يقرئك السلام، فقال: " وعليك السلام وعلى أبيك السلام ".
ثم بلغ الابن سؤال والده إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ هل له أن يرتجع الإبل التي دفعها لقومه نظير إسلامهم أم لا؟ فقال: إن شئت ارتجعتها وإن شئت تركتها
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن هم أسلموا فلهم إسلامهم، وإن لم يسلموا قوتلوا على الإسلام"، أي: فإن بقوا على إسلامهم فالجزاء عند الله عز وجل، وإن ارتدوا عن إسلامهم بعد أخذ الإبل منهم، قوتلوا على ردتهم؛ وهذا لأن الدخول في الإسلام لازم ومتعين عليهم، فليس لهم أن يأخذوا عليه جعلا، وهذا بخلاف العطاء للمؤلفة قلوبهم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يشارطهم على أن يسلموا فيعطيهم جعلا على الإسلام، وإنما أعطاهم عطايا مستقلة، وإن كان في ضمنها استمالة لقلوبهم وتألفهم على الدين وترغيب لمن وراءهم من قبائلهم في الدخول في الإسلام