إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد
بطاقات دعوية
(ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز)( ابراهيم 19-20)
قال السعدي رحمه الله:
ينبه تعالى عباده بأنه {خلق السماوات والأرض بالحق} أي: ليعبده الخلق ويعرفوه، ويأمرهم وينهاهم وليستدلوا بهما وما فيهما على ما له من صفات الكمال، وليعلموا أن الذي خلق السماوات والأرض -على عظمهما وسعتهما- قادر على أن يعيدهم خلقا جديدا، ليجازيهم بإحسانهم وإساءتهم، وأن قدرته ومشيئته لا تقصر عن ذلك ولهذا قال: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد}
يحتمل أن المعنى: إن يشأ يذهبكم ويأت بقوم غيركم يكونون أطوع لله منكم، ويحتمل أن المراد أنه: إن يشأ يفنيكم ثم يعيدهم بالبعث خلقا جديدا، ويدل على هذا الاحتمال ما ذكره بعده من أحوال القيامة.
{وما ذلك على الله بعزيز} أي: بممتنع بل هو سهل عليه جدا، {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}