مخالفة الهوى

مخالفة الهوى

قال ابن الجوزي رحمه الله:
قرأت سورة يوسف ، فتعجبت من مدحه على صبره ، وشرح قصته للناس ، ورفع قدره بترك ما ترك . فتأملت خبيئة الأمر فإذا هي مخالفة للهوى المكروه .
 
فقلت : واعجباً ! لو وافق هواه من كان يكون ؟ ! ولما خالفه لقد صار أمراً عظيماً تُضرب الأمثال بصبره ويفتَخِرُ على الخلق باجتهاده ، وكل ذلك قد كان بصبر ساعة ، فيا له عزاً وفخراً أن تملك نفسك ساعة الصبر عن المحبوب وهو قريب .
 
فتلمحوا رحمكم الله عاقبة الصبر ونهاية الهوى ، فالعاقل من ميز بين الأمرين الحلوين والمرين ، فإن عَدَلَ ميزانه ، ولم تمل به كفة الهوى رأى كل الأرباح في الصبر ، وكل الخسران في موافقة النفس . وكفى بهذا موعظة في مخالفة الهوى لأهل النهى ، والله الموفق .
صيد الخاطر: ص366 ـ 367 .