النية في طلب العلم

بطاقات دعوية

النية في طلب العلم

قال إبراهيم النخعي : من ابتغى شيئا من العلم يبتغي به الله آتاه الله منه ما يكفيه.

هو إبراهيم بن يزيد النّخعي.

من أهل الكوفة رضي الله عنه، كنيته: أبو عمران،  رأى عائشة وأدرك أنس بن مالك وسمع المغيرة بن شعبة.

مات سنة خمس أو ست وتسعين، وهو ابن ست وأربعين سنة بعد موت الحجاج بأربعة أشهر.

قال الأعمش: ما عرضت على إبراهيم حديثا قط إلا وجدت عنده منه شيئا.

======

وهذه الكلمة من إبراهيم رحمه الله في الحث على إخلاص النية في طلب العلم، ويتأتى ذلك بأن ينوي الطالب التقرُّب إلى الله تعالى بكُلِّ ما يَسْتلزِمُ محبَّتَه ورِضاه، :

  • مِنَ العِلْمِ به سبحانه وبصفاته،
  • وما يجب له مِنَ القيام بأَمْرِه، وتنزيهِه مِنَ العيوب والنقائص،
  • وبمعرفةِ ما يجب على المكلَّف مِنْ أمرِ دِينه في عباداته ومُعامَلاته،
  • ومعرفةِ حلاله مِنْ حرامه،  ساعيًا في ذلك بعزمٍ في رفعِ الجهل عن نَفْسه، وحِفْظِ شريعةِ الله تعالى، وبالعملِ بما علمه امتثالًا لأوامر الشرع ووقوفًا عند حدوده؛ لأنَّ ثمرة العلمِ العملُ، وبقاءَ العلم ببقاء العمل، بل هو مِنْ لوازم الإخلاص وسببُ نمائه وزيادتِه. إذ العمل هو شُكْرُ الله على نعمةِ العلم،

ومَنْ عَمِلَ بما عَلِمَ ورَّثه اللهُ عِلْمَ ما لم يعلم، ومَنْ لم يعمل بعلمه.

=========

فيستدل لكلام إبراهيم رحمه الله  بمثل قول الله تعالى (لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنَّكُم)[إبراهيم: ٧]،

وكذلك فمن لَمْ يكن صادقًا في طَلَبِه وعُوقِبَ بنسيانِ العلمِ وضياعِ مَعارِفِه وحرمانه مِنَ الخير، واستحقَّ المقتَ والآفاتِ؛

 قال تعالى: ﴿فَبِمَا نَقضِهِم مِّيثَٰقَهُم لَعَنَّٰهُم وَجَعَلنَا قُلُوبَهُم قَٰسِيَة يُحَرِّفُونَ ٱلكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ وَنَسُواْ حَظّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِۦ﴾ [المائدة: ١٣]،

قال الثوريُّ ـ رحمه الله ـ: «العِلْمُ يَهْتِفُ بِالعَمَلِ، فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلَّا ارْتَحَلَ».