الحمد لله.. وبعد،
تواترت نصوص الشريعة بتعظيم يوم الجمعة، واتفق العلماء على أنه أفضل أيام الأسبوع.
ثم جاءت الشريعة وتقريرات الفقهاء بتعظيم العشر من ذي الحجة لكونها أفضل أيام الدنيا وأحبها إلى الله.
ومن ثم إذا وقعت الجمعة في العشر= كانت تلك الجمعة أعظم من أي جمعة سواها..
بل وكان هذا اليوم من أعظم أيام الدنيا وأحبها إلى الله، اللهم إلا إذا كان يوم النحر أو القر - الذي يلي يوم النحر - فهو أعظم.
ما معنى هذا التأصيل؟
معناه أنك تعيش اليوم أحد أعظم أيام حياتك وأحبها إلى الله؛ بل ربما لن يتكرر ذلك اليوم في أيام عمرك الماضية والقابلة إلا مرات معدودة جدًا..
حاول أن تعقل هذا المعنى وتتفكر فيه جيدًا.. هذا أولاً.
ثانيًا.. اليوم تتزاحم الواجبات والسنن فيقع فيه:
التوبة وصلاة الجماعة واجتناب للمحرمات، ونوافل التكبير المطلق والذكر والصيام والصدقة والبر والدعاء خاصة في ساعة الإجابة..
كذا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهي من أعظم نوافل الجمعة..
فالمراد في هذه السويعات: محاولة الإصابة في كل عمل من هؤلاء بسهم.. وأصل ذلك التوفيق من الله، والتوفيق يُنال بالطلب وصدق الدعاء.