ذم الفدادين

بطاقات دعوية

ذم الفدادين

عن عقبة بن عمرو أبي مسعود قا

ل: أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال: الإيمان يمان ههنا، ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر.

  • القسوة وغلظ القلوب : قال القرطبي القسوة يراد بها أن تلك القلوب لا تلين ولا تخشع لموعظة وغلظها عدم فهمها
  • قوله الفدادين : هم الذي تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم يقال فد الرجل يفِد بكسر الفاء فديدا إذا أشتد صوته، وهم المكثرون من الإبل،أهل الجفاء من الأعراب.
  • قال الخطابي إنما ذم هؤلاء لاشتغالهم بمعالجة ما هم فيه عن أمور دينهم وذلك يفضى إلى قساوة القلب.
  • قوله عند أصول أذناب الإبل : أي المصوتين عند أذناب الإبل عند سوقهم لها.
  • قوله الإيمان يمان : أي نسبه لليمن، واختلف في المراد به فقيل معناه نسبة الإيمان إلى مكة لأن مبدأه منها ومكة يمانية بالنسبة إلى المدينة وقيل المراد نسبة الإيمان إلى مكة والمدينة وهما يمانيتان بالنسبة للشام بناء على أن هذه المقالة صدرت من النبي صلى الله عليه و سلم وهو حينئذ بتبوك ويؤيده قوله في حديث جابر عند مسلم والإيمان في أهل الحجاز وقيل المراد بذلك الأنصار لأن أصلهم من اليمن ونسب الإيمان إليهم لأنهم كانوا الأصل في نصر الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وقيل لا مانع من إجراء الكلام على ظاهره وأن المراد تفضيل أهل اليمن على غيرهم من أهل المشرق والسبب في ذلك إذعانهم إلى الإيمان من غير كبير مشقة على المسلمين بخلاف أهل المشرق وغيرهم ومن اتصف بشيء وقوى قيامه به نسب إليه إشعارا بكمال حاله فيه ولا يلزم من ذلك نفى الإيمان عن غيرهم وفي ألفاظه أيضا ما يقتضي أنه أراد به أقواما بأعيانهم فأشار إلى من جاء منهم لا إلى بلد معين لقوله في بعض طرقه في الصحيح أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية ورأس الكفر قبل المشرق ثم المراد بذلك الموجود منهم حينئذ لا كل أهل اليمن في كل زمان فإن اللفظ لا يقتضيه.
  • قوله حيث يطلع قرنا الشيطان بالتثنية جانبا رأسه لأنه ينتصب في محاذاة مطلع الشمس حتى إذا طلعت كانت بين قرني رأسه أي جانبيه فتقع السجدة له حين يسجد عبدة الشمس والمراد بذلك اختصاص المشرق بمزيد تسلط من الشيطان ومن الكفر.
  • قوله في ربيعة ومضر يتعلق بقوله في الفدادين أي المصوتين عند أذناب الإبل وهو في جهة المشرق حيث هو مسكن هاتين القبيلتين ربيعة ومضر.
  • في الحديث :
  • دلالة على أن البعد عن أماكن العلم سبب في الجهل بمعالم الدين، وقسوة القلوب وغلظها.
  • ذم لما يكون باختيار العبد من رفع الصوت الرفع المنكر كما يوجد ذلك في أهل الغلظ والجفاء قال تعالى ( واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير).
  • من توضأ من لحوم الإبل اندفع عنه ما يصيب المدمنين لأكلها من غير وضوء كالأعراب من الحقد وقسوة القلب التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم.