باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين بمكة 2

بطاقات دعوية

باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين بمكة 2

عن عروة بن الزبير قال: سألت ابن عمرو بن العاص؛ قلت: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في حجر (وفي رواية: فناء 6/ 34) الكعبة؛ إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، ف [أخذ بمنكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و] وضع (وفي رواية: ولوى) ثوبه في عنقه، فخنقه [به 4/ 197]، خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه، ودفعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، [و] قال: {أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله [وقد جاءكم بالبينات من ربكم]} الآية؟

تعرَّضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِأصْنافِ الأذى مِن مُشْركي قُرَيشٍ، وقَبْلَ هِجرَتِه إلى المَدينةِ،

وفي هذا الحَديثِ يَذكُرُ عبدُ اللهِ بنُ عَمرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنهما أشَدَّ ما صُنِعَ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو أنَّ عُقْبةَ بنَ أبي مُعَيطٍ -لَعنَه اللهُ- جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُصلِّي عندَ الكَعبةِ، فوضَع رِداءَه حَولَ عنُقِه وخنَقَه به خَنقًا شَديدًا، حتَّى كاد أنْ يَموتَ، فجاءَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، ودفَعَ عُقْبةَ، وقال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر: 28]؟! أي: تُريدونَ قَتْلَه؛ لأنَّه دَعا إلى تَوحيدِ اللهِ تعالَى، وتَرْكِ عِبادةِ الأصْنامِ، وهو مُؤيَّدٌ بالآياتِ البيِّناتِ الدَّالَّةِ على أنَّه مُرسَلٌ مِن عندِ اللهِ.
وفي الحَديثِ: مَنقَبةٌ ظاهِرةٌ لأبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رَضيَ اللهُ عنه.