إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي
تابعي
من أهل الكوفة رضي الله عنه.
يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
كنيته: أبو أسماء،
وكان شابا صالحا قانتا لله عالما فقيها كبير القدر واعظا .
وقال الأعمش : كان إبراهيم التيمي إذا سجد كأنه جذم حائط ينزل على ظهره العصافير .
قيل: مات في حبس الحجاج بن يوسف بواسط سنة ثلاث وتسعين، وكان قد طرح عليه الكلاب لتنهشه.
=====
لم يصح حديث في فضل إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام
وأخرج الترمذي من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - : ( من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى، كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق ) ، لكنه لم يصح مرفوعا،وقد روي موقوفا على أنس، كما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه،
وجاء أيضا خبر: ( لكل شيء أنفة، وإن أنفة الصلاة التكبيرة الأولى ) لكنه ضعيف،
وأيضا: (لكل شيء صفوة، وصفوة الصلاة التكبيرة الأولى) وهو ضعيف أيضا،
====
لكن السلف الصالح كانوا شديدي الحرص عليها، ولهم في ذلك أخبار:
فهذا قاضي بغداد ابن سماعة - رحمه الله - ، يقول الذهبي في الميزان عندما ترجم له: (وقال أحمد بن عمران سمعته يقول: مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوم ماتت أمي، فصليت خمسا وعشرين صلاة أريد التضعيف)
وفي مسند ابن الجعد قال: (حدثنا محمود بن غيلان، قال: قال وكيع: "كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه قريبا من سنتين فما رأيته يقضي ركعة "،
وفي حلية الأولياء عن الأوزاعي - رحمه الله - ، قال: (كانت لسعيد بن المسبب فضيلة لا نعلمها كانت لأحد من التابعين، لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة، عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس)،
وفي الحلية أيضا عن سعيد بن المسبب - رحمه الله - قال: (ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة)، والمعنى: أنه يكون في الصف الأول من شدة حرصه على المبادرة إلى الصلاة،
وآثار السلف الدالة على أهمية تكبيرة الإحرام وفضلها وحرصهم عليها كثيرة،
====
وفي الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام فضائل منها:
1- تحصيل أجر الجماعة من مبدئها حتى نهايتها،
2- وبالحرص عليها أيضا يحصل التبكير إلى الصلاة وهو مندوب،
3- وبالحرص عليها وتعاهدها يكون قلب العبد معلقا بالمساجد، وهذه صفة أحد من يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله،
وبالجملة فالحرص عليها فيه تحصيل لمنافع شرعية واتباعٌ لسير السلف الصالح.
=======
فكلام إبراهيم التيمي رحمه الله هو من إجلاله لصلاة الجماعة في المساجد، وانتقاصه ممن يتهاون فيها، فإن الذي يتهاون في أولها قد يصل إلى أن يتركها ويصلي في بيته،
وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه و سلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف" رواه مسلم.
وجملة: "وما يتخلف عنها إلا منافق ": حال، أي: والحال أنه ما يتخلف منا عن الجماعة إلا منافق.
فهذا معنى كلمة إبراهيم التيمي ( اغسل يدك منه)
والله أعلم...