اختلف الناس في الزهد
الزهد الكبير
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين قال: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت العباس بن يوسف الشكلي قال: سمعت ابن يعقوب بن الفرجي يقول: " اختلف الناس في الزهد فقال قوم: الزهد في الدنيا قصر الأمل وهو قول الثوري وأحمد بن حنبل وعيسى بن يونس وغيرهم " وقال قوم: «الزهد هو الثقة بالله مع حب الفقر» وهو قول ابن المبارك وشقيق ويوسف بن أسباط " وقال قوم: «الزهد ترك الدينار والدرهم» وهو قول عبد الواحد بن زيد، وقال قوم: «هو ترك ما فيه بد من فضول الدنيا» وقال قوم: «ترك جميع ما يشغل عن الله عز وجل» وهو قول الداراني وقال قوم: «حسم علائق النفس» وقال قوم: " الزهد: القيام بدلائل العلم وشواهد اليقين " وقال قوم: " هو عزوف النفس عن الدنيا بلا تكلف كما قال حارثة وقال قوم: " الزهد: هو الشكر عند النعمة، والصبر عند البلاء " وهو قول ابن عيينة وقال قوم: «من لا يغلب الحلال شكره، والحرام صبره» وهو قول الزهري