باب التوبة 2
بطاقات دعوية
وعن أبي حمزةَ أَنسِ بنِ مالكٍ الأنصاريِّ - خادِمِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم: «للهُ أفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ سَقَطَ عَلَى بَعِيرهِ وقد أضلَّهُ في أرضٍ فَلاةٍ (1)». مُتَّفَقٌ عليه. (2) وفي رواية لمُسْلمٍ: «للهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يتوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتهِ بأرضٍ فَلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ، وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابهُ فأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتى شَجَرَةً فاضطَجَعَ في ظِلِّهَا وقد أيِسَ مِنْ رَاحلَتهِ، فَبَينَما هُوَ كَذَلِكَ إِذْ هُوَ بِها قائِمَةً عِندَهُ، فَأَخَذَ بِخِطامِهَا (3)، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبدِي وأنا رَبُّكَ! أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الفَرَحِ».
من لطف الله عز وجل بعباده أن يسر لهم أبواب التوبة، والاستغفار
وفي هذا الحديث يقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو الصادق المصدوق- أنه يتوب إلى الله تعالى ويستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة، مع أنه المعصوم من رب العالمين؛ وذلك تشريعا وتعليما لأمته صلوات ربي وسلامه عليه، وطلبا لفضل الله تعالى وكرمه. والقسم لتأكيد الخبر، وإن لم يكن عند السامع فيه شك
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم -كما في صحيح مسلم-: «يا أيها الناس، توبوا إلى الله واستغفروه؛ فإني أتوب في اليوم مائة مرة»، فالعدد: المراد منه الإشارة للكثرة وليس المراد الحصر فيه، والله أعلم، وظاهر الكلام أنه صلى الله عليه وسلم يطلب المغفرة ويعزم على التوبة، بأي صيغة كانت، ويحتمل أن يكون المراد قول هذا اللفظ بعينه: «أستغفر الله وأتوب إليه»