الخضاب بالحناء والكتم 1
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن مسلم، قال: حدثنا يحيى بن يعلى، قال: حدثنا به أبي، عن غيلان، عن أبي إسحق، عن ابن أبي ليلى، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل ما غيرتم به الشمط الحناء والكتم»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُرشِدُ أصحابَه رَضِي اللهُ عَنهم لِمَا يَنفَعُهم ويُفيدُهم في دُنياهم وآخِرَتِهم
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ أحسَنَ ما غيَّرتُم به الشَّيبَ"، أي: إنَّ أفضَلَ ما يتِمُّ الصَّبغُ به وأكثَرَ شَيءٍ فائدةً لِتَغييرِ الشَّيبِ، والمرادُ به هنا: الشَّعرُ الأبيضُ الذي يَظهَرُ غالبًا عند كِبَرِ السِّنِّ، "الحِنَّاءُ والكَتَمُ"، والكتَمُ: نبتٌ يُصبَغُ به وصِبغُه أصفرُ، وقيل: أسودُ يَميلُ إلى الحُمرةِ، وصبغُ الحنَّاءِ أحمَرُ، وإذا خُلِطَا معًا يَخرُجُ صِبغُهما أسودَ مائِلًا إلى الحُمرةِ
ومعنى الحديثِ يَحتمِلُ أن يكون التَّغييرَ بالحنَّاءِ أو الكتَمِ كلٌّ على حِدَةٍ، ويَحتَمِلُ الجمعَ بينَهما بخَلطِهما، وفي الصَّحيحينِ عن أنسٍ رَضِي اللهُ عَنه، قال: "اختَضَب أبو بكرٍ بالحِنَّاءِ والكتَمِ، واختَضب عمرُ بالحنَّاءِ بَحتًا"، وهذا يُشعِرُ بأنَّ أبا بكرٍ كانَ يَجمَعُ بينَهما دائمًا، وأنَّ عُمرَ اختَضَب بالحنَّاءِ وحدَها
وفي الحديثِ: تَفضيلُ الحِنَّاءِ والكتَمِ على غيرِهما ممَّا يُرادُ أن يُصبَغَ به