باب إتيان الصلاة بالسكينة وترك السعي
بطاقات دعوية
عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع جلبة فقال ما شأنكم قالوا استعجلنا إلى الصلاة قال فلا تفعلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما سبقكم فأتموا. (م 2/ 100 - 101)
لَمَّا كانتِ الصَّلاةُ لقاءً بيْن العبدِ وربِّه ناسَبَ ذلك أنْ يَستعِدَّ العَبدُ لهذا اللِّقاءِ، ويَتأدَّبَ بالأدَبِ اللَّازِمِ مع اللهِ سُبحانه وتَعالَى، وقد أرْشدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى كَثيرٍ مِن هذه الآدابِ، منها ما في هذا الحديثِ؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَما سمِعَ جَلَبَةَ رجالٍ، يعني: صَوتَ حَركتِهم وكَلامِهم، وهو يُصلِّي الجماعةَ، فسَأَلَهم بعدَما انْتَهى مِن صَلاتِه عن سَببِ هذه الحَرَكةِ والصَّوتِ، فقالوا: تَعجَّلْنا؛ لِنُدركَ الصَّلاةَ، فنَهاهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَن هذا الاستعجالِ، وأرشَدَهم إلى ما يَلزَمُهم مِن السَّكينةِ والوَقارِ عندَ قُدومِهم إلى الصَّلاةِ، وأمَرَهم بالهُدوءِ والتَّأنِّي، فما أدْركْتُم مع الإمامِ في صَلاتِه فَصلُّوه معه، وما فاتَكم مِن صَلاتِه فَأتِمُّوه بعدَ سَلامِ الإمامِ، وتُدرِكون بذلك أجْرَ الجَماعةِ فلا تَتعجَّلوا.
وفي الحديثِ: الحثُّ على السَّكينةِ والوَقارِ عندَ الإتيانِ إلى الصَّلاةِ.