باب الإيثار والمواساة 5

بطاقات دعوية

باب الإيثار والمواساة 5

 وعن أبي موسى - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو ، أو قل طعام عيالهم بالمدينة ، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم )) متفق عليه .
(( أرملوا )) : فرغ زادهم أو قارب الفراغ .

المواساة والتكافل بين الناس عند الأزمات من أخلاق الأنبياء، ولقد تميز بها الأشعريون، وهم قبيلة من أهل اليمن، ومنها الصحابي أبو موسى الأشعري رضي الله عنه راوي الحديث، وقد مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة، حيث قال في هذا الحديث: «إن الأشعريين إذا أرملوا»، أي: فني زادهم أو قل، أثناء خروجهم لقتال الأعداء، أو قل طعام عيالهم بالمدينة حال إقامتهم؛ جمعوا القليل الذي بقي عند بعضهم في ثوب واحد، «ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية»، أي: يأخذ كل فرد مثل أخيه، وفي هذا يتجلى الإيثار والمواساة؛ لأن بعض هؤلاء ليس عنده شيء، وبعضهم عنده قليل. ثم قال صلى الله عليه وسلم: «فهم مني وأنا منهم»، أي: متصلون بي في الأخلاق والمواساة فيما بينهم، وكأنه يقول: هذا العمل من عملي، وهم على طريقتي وسنتي وهديي، وفي هذا تنبيه على مكارم أخلاقهم، للحث على التأسي بهم والاقتداء بأفعالهم.
وفي الحديث: منقبة عظيمة للأشعريين لإيثارهم ومواساتهم، وأعظم ما شرفوا به كونه صلى الله عليه وسلم أضافهم إليه