باب الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد
بطاقات دعوية
نقلت لنا أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا مما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته الخاصة معهم؛ وذلك بيانا للشرع، وبلاغا للدين
وفي هذا الحديث تحكي أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها أنها بينما كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غطاء أو فراش يسمى «الخميلة» -وهو كساء أسود من صوف وغيره له علم- حاضت، فذهبت في خفية؛ لئلا يصيبه صلى الله عليه وسلم شيء من دمها، أو تقذرت نفسها أن تضاجعه وهي على تلك الحال، فأخذت الثياب التي أعدتها لتلبسها حالة الحيض، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: «ما لك؟ أنفست؟»، يعني: أحضت؟ فأجابت: نعم، فدعاها صلى الله عليه وسلم، فدخلت معه في الخميلة
ثم أخبرت رضي الله عنها أنها كانت هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسلان من إناء واحد وكلاهما جنب، فكانا يتشاركان ويتبادلان في أخذ الماء معا. وكان صلى الله عليه وسلم يقبلها وهو صائم، حيث كان صلى الله عليه وسلم يملك إربه، ولن تفضي به القبلة لأن يجامع في نهار رمضان؛ كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الصحيحين: «وأيكم يملك إربه كما كان يملك إربه صلى الله عليه وسلم؟!» فيشرع القبلة والمباشرة في نهار رمضان لمن كانت عنده القدرة على حفظ نفسه، دون من لا يأمن من الإنزال أو الجماع
وفي الحديث: أفضلية اتخاذ المرأة ثيابا للحيض بخلاف ثيابها المعتادة
وفيه: حسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع أهله ولطف معاشرته