باب الرجل يموت له قرابة مشرك
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثنى أبو إسحاق عن ناجية بن كعب عن على عليه السلام قال قلت للنبى -صلى الله عليه وسلم- إن عمك الشيخ الضال قد مات. قال « اذهب فوار أباك ثم لا تحدثن شيئا حتى تأتينى ». فذهبت فواريته وجئته فأمرنى فاغتسلت ودعا لى.
كان أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم قد مات كافرا، وفي موته يخبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن عمك"، يريد: أبا طالب، "الشيخ الضال"، أي: لكونه كان كافرا، "قد مات"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: "اذهب فوار أباك"، أي: ادفنه، "ثم لا تحدثن شيئا"، أي: لا تفعل شيئا عقب دفنك له، "حتى تأتيني"، أي: لأقول لك ما الذي ستفعله، قال علي: "فذهبت فواريته"، أي: دفنته، "وجئته"، أي: إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ "فأمرني فاغتسلت"، أي: كغسل الجنابة لموراته ودفنه لأبيه، "ودعا لي"، أي: جعل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لعلي بن أبي طالب؛ مواساة له وتطييبا لخاطره
قيل: إن هذا الاغتسال مبني على أنه غسله، وأن من يغسل الميت ينبغي له أن يغتسل، ويحتمل أن يختص ذلك بالكافر؛ لقوله تعالى: {إنما المشركون نجس} [التوبة: 28]، وقيل: إن هذا الاغتسال من دفنه، لا من غسله؛ فيكون مخصوصا بالكافر لنجاسته. لكن الأحاديث تقتضي العموم