باب المج في الإناء 2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو مروان، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري
عن محمود بن الربيع، وكان قد عقل مجة مجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دلو من بئر لهم (2).
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحسَنَ النَّاسِ خُلقًا، حتَّى مع الصِّبيانِ الصِّغارِ؛ فيَعْتني بهم، ويُلاطِفُهُم، ويُرْدِفُهُم خَلْفَهُ، ويُعَلِّمُهم حتَّى يَكونوا رِجالًا.
وفي هذا الحديثِ يَروي الصَّحابيُّ مَحمودُ بنُ الرَّبيعِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه حفِظَ في ذاكرتِه رشَّةً مِن الماءِ رشَّها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن فَمِه الطَّاهرِ في وَجْهِه، وكان محمودٌ حِينئذٍ صَبيًّا صَغيرًا ابنَ خَمسِ سِنينَ، وقد أدرَكَ ذلك ووَعاهُ وتَذكَّرَه وأدَّاه بعْدَ بُلوغِه.ورَشُّ الماءِ في وجْهِه مِن مُلاطَفةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصِّبيانَ، وتَأنيسِهم، وإكرامِ آبائِهم بذلك، مع تَعليمِه للناسِ أنَّ مُلاطَفةَ الصِّبيانِ والأهلِ لا تُقلِّلُ مِن شَأنِ ذَوي الهَيئاتِ والسُّلطانِ.
وفي الحديثِ: أنَّ فِعلَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك؛ لأجْلِ البركةِ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: صِحَّةُ سَماعِ الصَّبيِّ إذا كان عاقلًا لِمَا يَسمَعُ.