باب النهي عن البول قائما
عن عائشة، قالت: «من حدثكم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول قائما فلا تصدقوه، ما كان يبول إلا قاعدا». وفي الباب عن عمر، وبريدة، حديث عائشة أحسن شيء في الباب وأصح، وحديث عمر إنما روي من حديث عبد الكريم بن أبي المخارق، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم أبول قائما، فقال: «يا عمر، لا تبل قائما»، فما بلت قائما بعد. وإنما رفع هذا الحديث عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف عند أهل الحديث؛ ضعفه أيوب السختياني وتكلم فيه. وروى عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال عمر: «ما بلت قائما منذ أسلمت»، وهذا أصح من حديث عبد الكريم، وحديث بريدة في هذا غير محفوظ، ومعنى النهي عن البول قائما على التأديب لا على التحريم وقد روي، عن عبد الله بن مسعود، قال: «إن من الجفاء أن تبول وأنت قائم
لقضاءِ الحاجةِ مِن بولٍ أو غائطٍ آدابٌ، منها:
تحرُّزُ النَّجاسةِ، ومنها التَّستُّرُ، والبُعدُ عن أعيُنِ النَّاسِ،
وقد علَّمنا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم كلَّ ذلك بقولِه وفِعلِه،
وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "مَن حدَّثكم"، أي: أخبَرَكم،
"أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يبولُ قائمًا"، أي: واقفًا، "فلا تُصدِّقوه؛ ما كان يبولُ إلَّا قاعدًا"،
أي: يجلِسُ جلوسَه للغائطِ ثمَّ يبولُ.لكنْ قدَ ثبَت في صحيحِ البُخاريِّ عن حُذَيفةَ بنِ اليَمَانِ
قال: "أتى النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم سُبَاطَةَ قومٍ فبالَ قائمًا، ثمَّ دعا بماءٍ فجِئتُه بماءٍ فتوضَّأَ"؛
فقيل: إنَّ بولَه قائمًا إنَّما كان لعُذرٍ، أو مَنسوخٌ،
وقيل: إنَّ الصَّوابَ أنَّ البولَ قائمًا ليس بمنسوخٍ، ويَحمَلُ حديثُ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها على ما وقَع منه في البُيوتِ،
وأمَّا في غيرِ البيوتِ فلم تطَّلِعْ هي عليه.