باب بر الوالدين وصلة الأرحام 12
بطاقات دعوية
عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني، وصله الله، ومن قطعني، قطعه الله». متفق عليه. (1)
حث الشرع على صلة الرحم، وجعل لها أجرا كبيرا، وبين شأنها العظيم عند الله
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرحم شجنة"، والشجنة- بكسر الشين وضمها كذلك- في الأصل: عروق الشجر المشتبكة، والمراد بها: القرابة المشتبكة كاشتباك العروق، "متمسكة بالعرش، تكلم بلسان ذلق"، أي: تتكلم بلسان فصيح طلق، وتقول: "اللهم صل من وصلني"، أي: أعطه الرحمة والإحسان والإنعام، "واقطع من قطعني"، وهذا دعاء عليه بأن يقطع الله عنه الرحمة والإحسان والإنعام، "فيقول الله تبارك وتعالى: أنا الرحمن الرحيم، وإني شققت للرحم من اسمي"، والمراد منها هنا: أنها مشتقة من اسم الرحمن الرحيم، فكأنها مشتبكة بمعاني الرحمة به اشتباك العروق؛ لكونها من أصل لغوي ومعنوي واحد، والمعنى: أنها أثر من آثار رحمته، مشتبكة بها، "فمن وصلها وصلته"، أي: من أحسن إلى أهله وذوي رحمه، ورفق بهم، وداوم على الاتصال بهم؛ أحسنت إليه، ورفقت به، وأنعمت عليه، "ومن بتكها بتكته"، أي: ومن أعرض عنها، ونقض لحمتها، وقطعها؛ قطع الله عنه الرحمة والإحسان والإنعام، وأعرض عنه، وهذا تحذير شديد من القطيعة
والرحم نوعان: عامة، وخاصة؛ فالعامة: رحم الدين، وتجب صلتها بالتواد والتناصح والعدل والإنصاف، وأما الرحم الخاصة فتزيد بالنفقة على القريب، وتفقد أحوالهم، والتغافل عن زلاتهم، وتتفاوت مراتب استحقاقهم في ذلك
وفي الحديث: بيان أهمية صلة الأرحام، والتحذير من قطعها .