[باب] بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما إلى اليمن قبل حجة الوداع 1
بطاقات دعوية
عن البراء رضي الله عنه: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع خالد بن الوليد إلى اليمن , قال: ثم بعث عليا بعد ذلك مكانه، فقال:
"مر أصحاب خالد؛ من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب (157)، ومن شاء فليقبل"، فكنت فيمن عقب معه، قال: فغنمت أواق ذوات عدد.
كان أصْحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جِهادٍ دائمٍ؛ فما يَخرُجونَ مِن غَزْوةٍ إلَّا ويَستَعِدُّونَ للَّتي بعدَها، حتَّى فتَحَ اللهُ عليهم البُلدانَ، ودخَلَ النَّاسُ في دِينِ اللهِ أفْواجًا.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ البَراءُ بنُ عازِبٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَهم في جَيشٍ إلى اليَمَنِ بإمارةِ خالِدِ بنِ الوَليدِ رَضيَ اللهُ عنه، قيلَ: كان ذلك البَعثُ بعدَ رُجوعِهم منَ الطَّائفِ، وقِسْمةِ الغَنائمِ بالجِعِرَّانةِ سَنةَ ثَمانيةٍ مِن الهِجْرةِ، وبعْدَ مُدَّةٍ بعَثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه ليَحُلَّ مكانَ خَالدِ بنِ الوَليدِ رَضيَ اللهُ عنه، وقال له: «مُرْ أصْحابَ خَالدٍ: مَن شاء منهم أن يُعَقِّبَ معَكَ فليُعقِّبْ، ومَن شاء فلْيُقبِلْ»، أي: مَن شاء الاستِمْرارَ معَكَ مِن الجُندِ الَّذين كانوا معَ خالِدٍ فليَفْعَلْ، ومَن أرادَ الرُّجُوعَ منهم فليَرْجِعْ، وأصْلُ ذلك: أنَّ القائدَ يُرسِلُ العَسكَرَ إلى جِهةٍ مُدَّةً، فإذا انتَهَت رَجَعوا، وأرْسَلَ غَيرَهم، فمَن شاءَ أنْ يُقيمَ مِن العَسكَرِ الأوَّلِ معَ العَسكَرِ الثَّاني سُمِّيَتْ إقامتُه: تَعْقيبًا.
فاستمَرَّ البَراءُ رَضيَ اللهُ عنه مع عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه ولم يَرجِعْ، فغَنِمَ مِن الحَربِ مع عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه أواقيَّ ذَواتِ عَدَدٍ، أي: كَثيرةً، والأُوقيَّةُ: أرْبَعونَ دِرهَمًا مِن الفِضَّةِ.