باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر
بطاقات دعوية
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"التمسوها في العشر الأواخر (1) من رمضان، ليلة القدر؛ في تاسعة تبقى (2)، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى". [يعني ليلة القدر 2/ 255]
لَيلةُ القَدْرِ مِن لَيالي رَمضانَ، لَيلةٌ عَظيمةٌ مُباركةٌ، وأخبَرَ اللهُ تعالَى بنُزولِ القُرآنِ فيها، وفَخَّم شَأنَها، وعَظَّم قَدْرَها، فشأنُها جليلٌ، وأثَرُها عظيمٌ، وهي تُعادِلُ في فَضْلِها ألْفَ شَهرٍ، وهي لَيلةٌ يَكثُرُ نُزولُ الملائكةِ فيها، كثيرةُ الخيراتِ والبرَكاتِ، سالِمةٌ مِن الشُّرورِ والآفاتِ.
وفي هذا الحَديثِ يَأمُرُنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنْ نَتحرَّى لَيلةَ القدْرِ، ونَبذُلَ الجَهْدَ في العِبادةِ ونَطلُبَها في «تاسعةٍ تبْقَى»، أي: يكونُ قدْ بقِيَ مِنَ الشَّهْرِ تِسعُ ليالٍ، أي: لَيلةُ الحادِي والعِشرين، وفي «سابعةٍ تبْقى»، وهي ليلةُ الثَّالثِ والعِشرينَ، وفي «خامسةٍ تبْقَى»، وهي لَيلةُ الخامسِ والعشرينَ، والمعنى: اطلُبوها وتَحرَّوْها في لَيالي الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأَواخرِ مِن رَمَضانَ كَلَيلةِ الحادي والعشرينَ، وليلةِ الثالثِ والعشرينَ، وليلةِ الخامسِ والعِشرينِ.
وسُمِّيتْ لَيلةُ القَدرِ بهذا الاسمِ؛ لعَظيمِ قَدْرِها وشرَفِها. أو لأنَّ للطَّاعاتِ فيها قدْرًا. ومِن حِكمةِ اللهِ تعالَى أنَّه أَخْفاها عنِ النَّاسِ؛ لكي يَجتَهِدوا في الْتِماسِها في اللَّيالي، فيُكثِروا مِن العِبادةِ التي تَعودُ عليهمْ بالنَّفعِ.