باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم 4
بطاقات دعوية
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي رضي الله عنهما، وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا. فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «من لا يرحم لا يرحم!». متفق عليه. (1)
رحمة الولد الصغير ومعانقته وتقبيله والرفق به من الأعمال التي يرضاها الله ويجازي عليها، وقد كان صلى الله عليه وسلم برا رحيما بالناس جميعا، لا سيما الصغار، فينبغي الاقتداء به في رحمته صغار الولد وكبارهم والرفق بهم؛ لأن ذلك من أعمال البر الواجب الاتباع فيها
وفي هذا الحديث يخبر أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ابن ابنته فاطمة رضي الله عنها، وكان الأقرع بن حابس التميمي رضي الله عنه حاضرا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتها، فذكر الأقرع بن حابس رضي الله عنه أن له عشرة من الأولاد لم يقبل أحدا فيهم، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأنكر عليه قوله وفعله، وقال: «من لا يرحم لا يرحم»، يعني: من لا يرحم الناس لا يستحق الرحمة من الله. وفي جواب النبي صلى الله عليه وسلم للأقرع إشارة إلى أن تقبيل الولد وغيره من الأهل المحارم وغيرهم من الأجانب إنما يكون للشفقة والرحمة لا للذة والشهوة، وكذا الضم والشم والمعانقة
والأقرع بن حابس رضي الله عنه صحابي، من سادات العرب في الجاهلية، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد من تميم فأسلموا، وشهد حنينا وفتح مكة والطائف
وفي الحديث: الحض على استعمال الرحمة لجميع الخلق
وفيه: مشروعية تقبيل الأطفال الصغار دون شهوة محرمة