باب رفع اليدين فى الاستسقاء
حدثنا محمد بن سلمة المرادى أخبرنا ابن وهب عن حيوة وعمر بن مالك عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عمير مولى بنى آبى اللحم أنه رأى النبى -صلى الله عليه وسلم- يستسقى عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء قائما يدعو يستسقى رافعا يديه قبل وجهه لا يجاوز بهما رأسه.
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كثيرًا ما يَدعو اللهَ تَعالى إذا نزَلَ به كَرْبٌ أو شِدَّةٌ؛ فرحْمةُ اللهِ تَعالى بعِبادِه واسِعةٌ؛ فإليه يَلجَؤون؛ ليُفرِّجَ عَنهم كُرُباتِهم، ويُزيلَ شَدائِدَهم
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عُمَيرٌ مَولى بَني آبِي اللَّحْمِ: "أنَّه رأَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَستسْقِي عندَ أحْجارِ الزَّيتِ"، وهو مَكانٌ يقَعُ بالمدينَةِ مِن الحَرَّةِ، وسبَبُ تَسميَتِه بذلك أنَّ أحْجارَها كانت سَوداءَ كأنَّها مطلِيَّةٌ بالزَّيتِ، وهذا المكانُ قريبٌ مِن الزَّوْراءِ، وكان حالُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّه ظلَّ "قائمًا" في صَلاتِه "يَدعو يَستسْقِي، رافِعًا يدَيْهِ قِبَلَ وجْهِهِ"، يَعني: تُجاهَ وجْهِهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "لا يُجاوِزُ بهما رأْسَه"، ومعناه: أنَّه لا يَرْفَعُهما فوْقَ رأْسِه
وقد ورَد أنَّه صلَّى رَكعتَينِ كما يُصلِّي في العِيدِ، يعني: في هيْئةِ صَلاةِ العِيدِ؛ من حيثُ عدَدُ الرَّكَعاتِ، والجهْرُ بالقِراءةِ، وكان يَجْهَرُ بالقِراءةِ في الاستِسْقاءِ، ويُصلِّي قَبْلَ الخُطبَةِ، ويُكبِّرُ في الاستِسْقاءِ سَبعًا وخَمسًا، ويُحوِّلُ رِداءَه؛ فيَجعَلُ ما باليَمينِ على الشِّمالِ، والعَكْسَ
وفي الحديثِ: بيانُ رفْعِ اليدَينِ في دُعاءِ الاستِسْقاءِ