باب غزوة خيبر
بطاقات دعوية
حديث أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل القرية، قال: الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قالها ثلاثا قال: وخرج القوم إلى أعمالهم، فقالوا: محمد والخميس (يعني الجيش) قال: فأصبناها عنوة
يسر الله سبحانه وتعالى فتح خيبر؛ وهي من الفتوحات التي أفادت المسلمين حينها ماديا ومعنويا
وفي هذا الحديث يحكي أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "غزا خيبر"، وكانت في السنة السابعة من الهجرة، قال: "فأصبناها عنوة"، أي: دخلنا خيبر بالقوة وليس سلما، وظاهره أن خيبر كلها فتحت عنوة، "فجمع السبي"، أي: العبيد والإماء
وأخرج أبو داود في سننه عن سهل بن أبي حثمة الأنصاري رضي الله عنه، أنه قال: "قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر نصفين، نصفا لنوائبه وحاجته ونصفا بين المسلمين، قسمها بينهم على ثمانية عشر سهما"؛ فاختلف في فتح خيبر؛ هل فتحت عنوة أو صلحا، أو تخلى أهلها عنها بغير قتال، أو بعضها فتح صلحا وبعضها عنوة، وبعضها أجلي عنها أهلها رعبا، وهذا هو الأقرب، وعليه مدار السنن الواردة في ذلك، وبه يندفع التعارض بين الأحاديث في ذلك؛ وبيان ذلك: أن خيبر كان لها قرى وضياع خارجة عنها؛ فكان بعضها مغنوما، وهي ما غلب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، وكان سبيلها القسم بين المقاتلين الغانمين وأهل الحديبية، وكان بعضها مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فكان خالصا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعه حيث أراه الله من حاجته ونوائبه، ومصالح المسلمين، فنظروا إلى مبلغ ذلك فاستوت القسمة فيها على النصف؛ فالنصف المقسوم من خيبر مأخوذ عنوة، والنصف الذي لم يقسم مأخوذ صلحا، أو أجلي عنها أهلها