باب فى إعطاء البشير

باب فى إعطاء البشير

 حدثنا ابن السرح أخبرنا ابن وهب أخبرنى يونس عن ابن شهاب قال أخبرنى عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك قال كان النبى -صلى الله عليه وسلم- إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس. وقص ابن السرح الحديث قال ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة حتى إذا طال على تسورت جدار حائط أبى قتادة وهو ابن عمى فسلمت عليه فوالله ما رد على السلام ثم صليت الصبح صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فسمعت صارخا يا كعب بن مالك أبشر. فلما جاءنى الذى سمعت صوته يبشرنى نزعت له ثوبى فكسوتهما إياه فانطلقت حتى إذا دخلت المسجد فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحنى وهنأنى.

كان النبي صلى الله عليه وسلم معلما ومربيا، ومن ذلك أنه علمنا آداب السفر، وآداب الرجوع منه، وكيف نفعل عند العودة إلى الأهل، وبأي شيء نبدأ
وفي هذا الحديث يحدثنا كعب بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر، سواء كان جهادا، أو حجا، أو غيرهما، في وقت الضحى عند ارتفاع النهار، وفي لفظ مسلم: «كان لا يقدم من سفر إلا نهارا في الضحى»، فإذا وصل إلى المدينة دخل مسجده الشريف، «فركع فيه ركعتين» شكرا لله على نعمة الوصول بالسلامة، قبل أن يجلس للناس عند قدومه؛ ليسلموا عليه