باب فى الحوض

باب فى الحوض

حدثنا عاصم بن النضر حدثنا المعتمر قال سمعت أبى قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال : لما عرج بنبى الله -صلى الله عليه وسلم- فى الجنة - أو كما قال - عرض له نهر حافتاه الياقوت المجيب أو قال المجوف فضرب الملك الذى معه يده فاستخرج مسكا فقال محمد -صلى الله عليه وسلم- للملك الذى معه : « ما هذا ». قال : هذا الكوثر الذى أعطاك الله عز وجل.

الكَوثرُ نهَرٌ مِنْ أنهارِ الجنَّةِ، أعطاه اللهُ لنَبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ زيادةً في إكرامِهِ ولُطفِه به وبأُمَّتِه، وهو مُتَّصِلٌ بالحَوضِ، وقد بشَّرَ به المولى تَبارَك وتعالى نَبيَّهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال له في مُحكَمِ التَّنزيلِ: {إِنَّا َأَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}
وفي هذا الحَديثِ يَصِفُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهرَ الكوثرِ -كما رآهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رِحلةِ المعراجِ- فيَذكُرُ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتى نهرًا على حافَتَيه قِبابٌ مِن جَوهرِ اللُّؤلُؤِ المجوَّفِ، واللُّؤلؤُ: جَوهَرٌ نَفيسٌ معروفٌ. والقِبابُ جمعُ قُبَّةٍ، وهو بناءٌ سقفُهُ مُستديرٌ. فسأل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رفيقَ رِحلتِه جِبريلَ عليه السَّلامُ: ما هذا يا جِبريُل؟ فأجابه جبريلُ عليه السَّلامُ بأنَّه نَهرُ الكَوثَرِ الذي أعطاه اللهُ عزَّ وجَلَّ له. وسُمِّيَ بالكَوْثرِ لكَثرةِ مائِهِ وآنيَتِه، وعِظَمِ بَرَكتِه وخَيرِه وقَدْرِه
وفي الحَديثِ: عظيمُ فَضلِ اللهِ على نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتكريمُه له
وفيه: صِفةُ نَهرِ الكَوثَرِ