باب فى الرحمة
حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا ح وحدثنا ابن كثير قال أخبرنا شعبة قال كتب إلى منصور - قال ابن كثير فى حديثه وقرأته عليه وقلت أقول حدثنى منصور فقال إذا قرأته على فقد حدثتك به ثم اتفقا - عن أبى عثمان مولى المغيرة بن شعبة عن أبى هريرة قال سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- صاحب هذه الحجرة يقول « لا تنزع الرحمة إلا من شقى ».
بعث النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وقد علمنا الرفق والرحمة بأفعاله وأحواله، وأمرنا بها بأقواله، وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تنزع الرحمة»؛ والرحمة: هي الشفقة ولين القلب ورقته على الخلائق، والمعنى: لا تسلب هذه الرحمة والشفقة، «إلا من شقي»؛ لأن الرحمة علامة الإيمان، ومن لا رحمة عنده فلا علامة إيمان له، ومن لا إيمان له فهو شقي، وعليه فهو تحت طائلة الكفر والعصيان. وقيل: إن حقيقة الرحمة إرادة المنفعة للناس، وإذا ذهبت إرادة المنفعة من قلب المرء فقد شقي بإرادة المكروه لغيره، وذهب عنه الإيمان والإسلام؛ فكان شقيا. وقيل: لأن الرحمة والشفقة على خلق الله سبب لرحمته تعالى، فمن حرم ذلك فهو شقي