باب فى بر الوالدين
حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله من أبر قال « أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب ». وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « لا يسأل رجل مولاه من فضل هو عنده فيمنعه إياه إلا دعى له يوم القيامة فضله الذى منعه شجاعا أقرع ». قال أبو داود الأقرع الذى ذهب شعر رأسه من السم.
شريعة الإسلام هي شريعة العدل والرحمة، حتى مع العبيد والموالي، وفي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يحق لرجل أن يمنع ما زاد عن حاجته من مال عمن تحته من عبيد ونحوهم، ويبين عقوبة من فعل ذلك، فيقول: "لا يأتي رجل مولاه"، أي: سيده، "يسأله من فضل عنده"، أي: ما زاد عن حاجته، "فيمنعه إياه"، أي: لا يعطيه مما فضل بعد سؤاله له، "إلا دعي له يوم القيامة"، أي: يجازى بذلك يوم القيامة بأن يتمثل له فضله الذي منع "شجاع أقرع" الشجاع هو نوع من الحيات، وأقرع صفة لتلك الحية، وهو ما ذهب شعر رأسه من السم، "يتلمظ"، أي: تحرك تلك الحية لسانها وتخرجه، "فضله الذي منع"، أي: تلك الحية التي يعذب بها هي فضله الذي منعه عن سائله، تتمثل تلك الأموال على هذه الهيئة، والله على كل شيء قدير
وفي الحديث: معاقبة البخيل الذي منع ما عليه إخراجه من الأموال بنفس تلك الأموال
وفيه: ذم منع السائل لما فضل عن الحاجة