باب فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له
حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن الوليد الزبيدى عن الزهرى أن عنبسة بن سعيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدث سعيد بن العاص أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث أبان بن سعيد بن العاص على سرية من المدينة قبل نجد فقدم أبان بن سعيد وأصحابه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخيبر بعد أن فتحها وإن حزم خيلهم ليف فقال أبان اقسم لنا يا رسول الله. قال أبو هريرة فقلت لا تقسم لهم يا رسول الله. فقال أبان أنت بها يا وبر تحدر علينا من رأس ضال. فقال النبى -صلى الله عليه وسلم- « اجلس يا أبان ». ولم يقسم لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث السرايا؛ لينشر الدين ويقاتل المشركين، فإذا قدموا قسم بينهم الغنائم وأشركهم في الخير
وفي هذا الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "بعث"، أي: أرسل، "أبان بن سعيد بن العاص على سرية"، والسرية: هي جزء صغير من الجيش وعدد قليل من الجنود، "من المدينة قبل نجد"، أي: من المدينة إلى نجد، ونجد منطقة على طريق العراق، "فقدم أبان بن سعيد وأصحابه"، أي: فجاءت السرية التي كان فيها أبان، "على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر بعد أن فتحها"، أي: قدمت السرية خيبر بعدما فتحها النبي صلى الله عليه وسلم، وإن "حزم خيلهم"، جمع حزام، وهو ما يربط على وسط الفرس؛ ليثبت السرج عليه، "ليف"، أي: من ليف النخيل وليست من الجلد، فقال أبان: "اقسم لنا يا رسول الله"، أي: أعطنا من غنيمة خيبر، واجعل لنا نصيبا فيها
فقال أبو هريرة رضي الله عنه: فقلت: "لا تقسم لهم يا رسول الله"، أي: لا تعطهم من غنيمة خيبر يا رسول الله؛ فإنهم لم يشاركوا في فتحها، "فقال أبان"، أي: فقال أبان لأبي هريرة: "أنت بها!"، أي: أنت من تتكلم في هذا؛ فهذا ليس من شأنك، كأنه يتعجب من تدخله في هذا الأمر، "يا وبر"، والوبر حيوان جبلي متوحش يشبه القط، "تحدر علينا"، أي: هبط علينا ونزل، "من رأس ضال"، أي: من رأس جبل، "فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اجلس يا أبان، ولم يقسم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أي: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعط أبان وأصحابه شيئا من الغنيمة؛ لأنهم لم يشاركوا في فتح خيبر، فضلا عن أنهم قد جاؤوا وقد قسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم وانتهى منها