باب ليس الغنى عن كثرة العرض
بطاقات دعوية
حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس
حب المال وطلبه والحرص عليه: طبيعة في النفوس، والنفس تواقة لا تشبع مهما جمعت من مال، والإسلام دعا إلى القناعة وحث عليها، والقناعة هي الرضا بما قسم الله، وعدم التطلع لما في أيدي الآخرين
وفي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم المعنى الحقيقي للغنى الواجب على الإنسان الاجتهاد في تحصيله، والذي يرفع درجاته في الدنيا والآخرة، فيخبر صلى الله عليه وسلم أن الغنى ليس كما يظن الناس في كثرة المال، ولا في كثرة العرض، وهو: كل ما ينتفع به من متاع الدنيا من أي شيء كان؛ لأن كثيرا ممن وسع عليه في المال لا يقنع بما أوتي، فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي من أين يأتيه، فكأنه فقير من شدة حرصه؛ ولكن الغنى الحقيقي المعتبر الممدوح غنى النفس بما أوتيت وقناعتها ورضاها به، وعدم حرصها على الازدياد والإلحاح في الطلب؛ لأنها إذا استغنت كفت عن المطامع، فعزت وعظمت وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح، أكثر من الغنى الذي يناله من يكون فقير النفس بحرصه، فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال؛ لدناءة همته وبخله، ويكثر ذامه من الناس، ويصغر قدره عندهم، فيكون أحقر من كل حقير، وأذل من كل ذليل، وهو مع ذلك كأنه فقير من المال؛ لكونه لم يستغن بما أعطي فكأنه ليس بغني، ولو لم يكن في ذلك إلا عدم رضاه بما قضاه الله، لكفاه
وفي الحديث: تصحيح النبي صلى الله عليه وسلم للمفاهيم وتوضيحه للمعاني الشرعية التي تنفع المسلم في دينه ودنياه وآخرته