باب ما جاء في الشتم2
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن زياد بن علاقة، قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء»: وقد اختلف أصحاب سفيان في هذا الحديث، فروى بعضهم مثل رواية الحفري، وروى بعضهم، عن سفيان، عن زياد بن علاقة، قال: سمعت رجلا يحدث عند المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه
حرَص الإسلامُ على حِفْظِ عِرْضِ المُسلِمين أحياءً وأمواتًا، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا تَسُبُّوا الأمواتَ"، أي: لا تَتعَرَّضوا بالسَّبِّ والشَّتْمِ وذكْرِ مَساوئِ مَن ماتَ وفارَق الدُّنيا إذا كانت أحْوالُه أغلَبُها خيْرًا، فلا يُذكَرُ ما فيه مِن شَرٍّ، ولا يُسبُّ به، "فتُؤذوا الأحْياءَ"، أي: لأنَّ ذلك يُفضِي إلى وصُولِ الأذَى للأحياءِ مِن أقارِبِ ذلك الميِّتِ إنْ كانوا أبناءَه أو إخْوانَه، ولا مانِعَ مِن ذكْرِ مَساوئِ الكفَّارِ والمنافِقين الَّذين حارَبوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، والَّذين ماتوا وهم كفَّارٌ، أو الفاسِقِ الَّذي كان يُجاهِرُ ببِدْعتِه الَّذي يدعُو إليها أو لَه كتُبٌ نشَر فيها ضلالَه أو يُوجَدُ مَن يَسلُك سَبيلَه ويَتَّبِع مَنهجَه وطريقتَه؛ فإنَّه يُذكَرُ بما فيه؛ لتحْذيرِ النَّاسِ منه ومِن بِدعتِه وفِسقِه وضَلالِه؛ لئلَّا يغترَّ به أحدٌ.