باب من سن سنة حسنة أو سيئة 3
سنن ابن ماجه
حدثنا عيسى بن حماد المصري، أخبرنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان
عن أنس بن مالك، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "أيما داع دعا إلى ضلالة، فاتبع، فإن له مثل أوزار من اتبعه، ولا ينقص من أوزارهم شيئا، وأيما داع دعا إلى هدى فاتبع، فإن له مثل أجور من اتبعه، ولا ينقص من أجورهم شيئا" (3).
(أيما داع دعا إلى ضلالة) أي دعا الناس ودلهم إلى ضلالة. (فاتٌبِع) بالبناء للمجهول أي اتبعه على تلك الضلالة أناس. (كان عليه مثل أوزار من اتبعه) فإن من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة (وأيما داع دعا إلى هدى فاتبع) بالبناء للمجهول أيضا أي اتبعه قوم عليها (فإن له مثل أجور من اتبعه) منهم (ولا ينقص من أجورهم شيئا) فإن من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة قيل وذا شمل عموم الدلالة على الخير قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} {وتعاونوا على البر والتقوى} {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير} وفيه حث على ندب الدعاء إلى الخير وتحذير من الدعاء إلى ضلالة أو بدعة سواء كان ابتدأ ذلك أو سبق به