باب: ومن سورة آل عمران2
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل نبي ولاة من النبيين، وإن وليي أبي وخليل ربي»، ثم قرأ: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} [آل عمران: 68] حدثنا محمود قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ولم يقل فيه عن مسروق،: " هذا أصح من حديث أبي الضحى عن مسروق، وأبو الضحى اسمه: مسلم بن صبيح " حدثنا أبو كريب قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث أبي نعيم وليس فيه عن مسروق
كثيرًا ما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُفسِّرُ القُرآنَ بالحديثِ، أو يُفسِّرُ الحديثَ بآيٍ مِن القرآنِ؛ وذلك توضيحًا وتبيينًا للنَّاسِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ لكلِّ نبيٍّ وُلاةً"، أي: مؤيِّدين ومُحبِّين وناصِرين، مِن النَّبيِّين، "وإنَّ ولِيِّي أبي وخليلُ ربِّي"، أي: وإنَّ مؤيِّدي وناصري ومحبِّي أبي الأكبرُ خليلُ اللهِ نبيُّ اللهِ إبراهيمُ عليه السَّلامُ، "ثمَّ قرأ"، أي: ثمَّ قرَأ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 68]"، أي: إنَّ أحرى النَّاسِ بنبيِّ اللهِ إبراهيمَ والانتسابِ إليه والتَّشرُّفِ به وحَمْلِ دِينِه، هم الَّذين آمَنوا به واتَّبَعوه في زَمانِه وما بَعدَه، وكلُّ الأنبياءِ بعدَ إبراهيمَ هم مِن أولادِه وأتْباعِه في أصلِ توحيدِ لله تعالَى، وكذلك رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم من أتْباعِه، وأيضًا المؤمِنون مِن أمَّتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.