باب
حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا حجاج قال قال ابن جريج حدثنى عثمان بن أبى سليمان عن على الأزدى عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشى الخثعمى أن النبى -صلى الله عليه وسلم- سئل أى الأعمال أفضل قال « طول القيام ». قيل فأى الصدقة أفضل قال « جهد المقل ». قيل فأى الهجرة أفضل قال « من هجر ما حرم الله عليه ». قيل فأى الجهاد أفضل قال « من جاهد المشركين بماله ونفسه ». قيل فأى القتل أشرف قال « من أهريق دمه وعقر جواده ».
هذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وفيه يرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى التحلي بالآداب والأخلاق الإسلامية، التي تزيد الألفة والمودة بين المسلمين
ومعناه: أن المسلم الكامل الجامع لخصال الإسلام: هو من لم يؤذ مسلما بقول ولا فعل، وخص اللسان واليد؛ لكثرة أخطائهما وأضرارهما؛ فإن معظم الشرور تصدر عنهما؛ فاللسان يكذب، ويغتاب، ويسب، ويشهد بالزور، واليد تضرب، وتقتل، وتسرق، إلى غير ذلك، وقدم اللسان؛ لأن الإيذاء به أكثر وأسهل، وأشد نكاية، ويعم الأحياء والأموات جميعا. وبين أن المهاجر الكامل هو من هجر ما نهى الله عنه؛ فالمهاجر الممدوح هو الذي جمع إلى هجران وطنه وعشيرته هجران ما حرم الله تعالى عليه؛ فمجرد هجرة بلد الشرك مع الإصرار على المعاصي ليست بهجرة تامة كاملة؛ فالمهاجر بحق هو الذي لم يقف عند الهجرة الظاهرة، من ترك دار الحرب إلى دار الأمن، بل هو من هجر كل ما نهى الله عنه
وفي الحديث: الحث على ترك أذى المسلمين بكل ما يؤذي
وفيه: أن الظواهر لا يعبأ الله تعالى بها إذا لم تؤيدها الأعمال الدالة على صدقها