باب كتاب الاذان
بطاقات دعوية
عن رِفَاعةَ بنِ رافعٍ الزُّرَقيِّ قالَ: كنَّا يَوماً نصَلي وراءَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فلمَّا رفَعَ رأسَهُ منَ الرَّكعةِ، قال: "سمعَ اللهُ لمِنْ حمِدَهُ"، قالَ رجلٌ: ربَّنا ولَكَ الحمدُ، حمْداً، كثيراً طيِّباً، مبارَكاً فيهِ، فلمَّا انصرَفَ، قالَ: مَنِ المتَكلِّم؟ قالَ: أنَا، قالَ:
"رأَيتُ بِضعةً وثلاثينَ ملَكاً يبْتَدِرُونَها، أيُّهمْ يكتُبُها أوَّلُ ".
لِصَلاةِ الجَماعةِ ضَوابِطُ وقَواعِدُ يَنبَغي مُراعاتُها وتَعلُّمُها، ومِن أهَمِّ هذه القَواعِدِ الاقتِداءُ التَّامُّ بالإمامِ؛ فإنَّما جُعِلَ الإمامُ لِيُؤتَمَّ به، وقدْ طبَّقَ الصحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم هذا الأمْرَ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
كما يُوضِّحُه هذا الحَديثُ، حيثُ يُخبِرُ البَراءُ بنُ عازِبٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا رَفَعَ رأْسَه مِنَ الرُّكوعِ وقال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، وانتَصَبَ المأْمومونَ خَلفَه مِن رُكوعِهم، ظَلُّوا قيامًا على حالِهم، ولم يَحْنِ أحَدٌ منهم ظَهرَه، ولم يُبادِرْ إلى السُّجودِ حتى يَسجُدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بأنْ يَضَعَ جَبهَتَه على الأرضِ، ثم يَسجُدوا مِن وَرائِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ