بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى، عن النبي صلى الله عليه وسلم 4
مستند احمد
حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن عبيد بن الحسن المزني قال: سمعت ابن أبي أوفى يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا رفع رأسه من الركوع قال: «سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد ملء السماء وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد»
كانتِ العرَبُ قديمًا يتَّخِذون أوانيَ ربَّما يكونُ لها أثَرٌ في الطَّعامِ والشَّرابِ، فجاء الإسلامُ فرشَّدَ استخدامَها
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو إسحاقَ الشَّيبانيُّ سُليمانُ بنُ أبي سُليمانَ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي أوْفَى رضِيَ اللهُ عنه: "نَهَى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن نَبيذِ الجرِّ الأخضرِ"، أي: عن الانتِباذِ فيه، والجَرُّ: هوَ الإناءُ المَصنوعُ مِن فَخَّارٍ، والنَّبِيذُ: نَقيعُ التَّمرِ والزَّبِيبِ ونحوِهِما قبلَ أنْ يَشتَدَّ ويُصبِحَ مُسكِرًا، قال الشَّيبانيُّ: "قلْتُ: فالأبيضُ؟" قال ابنُ أبي أوْفى: "لا أدري"، وفي روايةِ البُخاريِّ: "قال: لا"، أي: إنَّ حُكْمَه حُكْمُ الأخضرِ. قيل: إنَّ الوصْفَ بالخُضرةِ لا مفهومَ له، وكأنَّ الجِرارَ الخُضرَ حينئذٍ كانتْ شائعةً بينهم؛ فكان ذِكْرُ الأخضرِ لبَيانِ الواقعِ لا للاحترازِ
وقد ثبَتَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يَنسَخُ هذا النَّهيَ؛ ففي صَحيحِ مُسلمٍ عن بُريدةَ الأسلميِّ رضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "نَهيتُكم عن النَّبيذِ إلَّا في سِقاءٍ، فاشْرَبوا في الأسقيةِ كلِّها، ولا تَشْرَبوا مُسكِرًا"؛ فظهَرَ أنَّ النَّهيَ كان بسبَبِ الإسكارِ، وليسَ عن الأواني لذاتِها