ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم 1
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت أبي يقول: أنبأنا أبو حمزة، عن منصور بن زاذان، عن أنس بن مالك قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يسمعنا قراءة بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى بنا أبو بكر وعمر فلم نسمعها منهما»
الصَّلاةُ عِبادةٌ تَوقيفيَّةٌ، أخَذَها الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَمًّا وكَيفًا، ونقَلوها للأُمَّةِ كما صَلَّوها مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
وفي هذا الحديثِ يَقولُ أنَسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه: «صَلَّيتُ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَبي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمانَ»، أي: خَلفَهم في صَلاةِ الجماعةِ، كلٌّ في زمانِه وعهدِه، «فلَمْ أَسْمَعْ أحدًا منهم يَقرَأُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}»، سَواءٌ قَبْلَ الفاتحةِ، أو قَبْلَ ما تَيسَّرَ مِنَ السُّوَرِ بعدَ الفاتحةِ، وهذا يَحتمِلُ أنَّهم كانوا يُسِرُّونَ بالبَسمَلَةِ بحيث لا يَسمَعُها أحدٌ، ثمَّ يَقرؤونَ الفاتحةَ، ويَحتمِلُ أنَّهم لم يَكونوا يَقرؤونَها أصلًا، ويَبدؤونَ القراءةَ بـ{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، والمُرجَّحُ أن تُقرَأ البَسملةُ سِرًّا في الصَّلاةِ قبْلَ الفاتحةِ وكلِّ سُورةٍ
وفي رِوايةٍ أُخرى في صحيحِ مُسلِمٍ: «فكانوا يَستفتِحُونَ بـ{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، لا يَذكُرونَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} في أوَّلِ قِراءةٍ ولا في آخِرِها». وقد وَرَدَ عن بَعضِ الصَّحابةِ أنَّ الجَهرَ أولَى، منهم: أبو هُرَيرةَ، وابنُ عُمرَ، وابنُ عبَّاسٍ، وابنُ الزُّبَيرِ